لأنكم بالنعمة مخلصون, بالإيمان رسالة أفسس 2 : 8
النعمة هي هبة من المسيح, مجانا بالروح القدس. و هي, حسب النص, لا تعتمد على الأعمال “و ذلك ليس منكم . هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد
نعم, هو قانون روحي قاطع أن لا تعتمد النعمة على الأعمال.
و لكن العكس صحيح, فالأعمال تعتمد على النعمة, و النعمة هبة مجانية يتحكم فيها الروح القدس, و لكن مصدرها المسيح نفسه لأنها من خصائص طبيعته يهبها لكل من آمن به و أحبه.
فالخلاص الذي يهبه المسيح هو أعظم هبة يعطيها المسيح لمن آمن به و أحبه.
فعشرة المسيح مع تلاميذه كان رائدها المحبة التي قادتهم إلى الإيمان الشديد به, و هذا كان أعظم ما يقدمونه للرب الذي جعله يطلب من أبيه من أجلهم: أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي , و ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به, و أكون أنا فيهم
فالعشرة المقدسة قادتهم إلى حالة محبة شديدة و إيمان راسخ؛ و هكذا قبلوا الخلاص المجاني و ديمومة الحياة مع المسيح في مجده, هذا ما سلمته لنا الكنيسة كنموذج رائع لعشرة المسيح, و نحن ننالها بالنعمة كهبة إن سلكنا سلوك التلاميذ في الإخلاص و الأمانة و التمسك به.
و مما يذهلنا في نعمة السيح المجانية لنا أنه إحتجزها لنا فيه منذ البدء, و خطط لنا لكي يكون قبولها قانونياً يسدٌ فم العدو. فيقول بولس الرسول : لأننا نحن عمله, مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة, قد سبق الله فأعدَها لكي نسلك فيها
فكيف لا نتكل على المسيح و نأخذه لنا نموذجا و مصدر إلهام و حب و تقديس.
و إن علمنا أننا محبوبون و أعزاء و مختارون فيه, يصبح هو حقا الذي نقول عنه: ” من لنا في السماء, و معه لا نريد شيئا في الأرض“,
بل و نفتخر على رجاء اتسعلان عمله فينا و من أجلنا. و يخبرنا بولس الرسول بسر يفوق تصورنا حينما قال: لأننا نحن عمله, مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة, قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها
هذا يذهلنا, فمعناه أن خلقتنا ليست ترابية بعده, و لا أنها زمانية تمت في الماضي, بل نحن الآن مخلوقون خلقة قائمة و دائمة في المسيح, و هو يعمل فينا و بنا الأعمال الصالحة لكي نشبهه في كل شيء|||
فهل من المعقول بعد هذا أن يفتخر إنسان بقوله: أنا أرثذكسي أو يحتقر و يدين من يقول : أنا كاثوليكي أو بروتستاني, إذا صار “الأنا” فينا جميعا هو المسيح, و نحن كلنا مخلوقون فيه, لنا عمل صالح واحد أعده الرب لنسلك فيه معا.
و أليس جميعنا : متى أظهر المسيح حياتنا, فحينئذ تظهرون أنتم أيضا معه في المجد, و نكون مثله لأننا سنراه كما هو،, و نرى أنفسنا واحدا في المسيح و لناملء قامته في الإيمان كإنسان واحد.
و هكذا يا إخوة إن فرطنا في الوحدة مع المسيح الآن و في هذا الزمان سيصعب علينا التعرف عليها فوق.